ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير الفوتوغرافي / تقنية إضاءة حواف التكوين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / تقنية إضاءة حواف التكوين


التصوير الفوتوغرافي / تقنية إضاءة حواف التكوين   

Composition Edge Lighting Technology

 

الضوء على الحافة

Edge Light

عندما يدخل الضوء المكان ويظهر وينتشر على الحواف فإنه يترك تأثيرات خلابة على التكوين. وتحتاج هذه النوعية من الإضاءة إلى خبرة في العمل سواء خبرات بصرية أو تقنية، ولإظهار هذه النوعية من الإضاءة قد نحتاج إلى توفير بعض المتطلبات. فعلى سبيل المثال، لإظهار ضوء على حواف الكائن أو التكوين نحتاج إلى خلفية داكنة.


ثم يجب تصفية الضوء بطريقة ما بحيث يظهر في صورة شعاع أو إسفين، مما يعني أنه محجوب عند الحواف في مكان ما بالأعلى أو بالخلف، وأخيرًا، نحتاج إلى أن يكون هدف التصوير في الوضع الصحيح. في كثير من الأحوال قد يكون من الصعب على المصور التنبؤ بهذه النوعية من الإضاءة. حيث عندما يسقط الضوء يقسط معه الظل، وبالتالي تتأثر حواف العناصر المضيئة، وقد يؤدى ذلك إلى عدم ظهور ضوء الحواف بالشكل اللائق.


فقد تبدو الحواف المضيئة رفيعة أو سميكة، ومن ثم سوف يؤثر ذلك على عملية التصوير، ففي بعض الأحوال قد تظهر الحواف تشبه الهالة البيضاء، أو قد تظهر غامقة بسبب استخدام التعريض الضوئي (حجم الإضاءة بالصور) والذي نستخدمه بالكاميرا لإظهار التفاصيل واضحة. هناك العديد من العوامل المفاهيمية والبصرية والتقنية التي قد تؤثر على جودة عملية التصوير.


يجب على المصور أن يخطط للمشهد بعناية، فيجب أن يراجع العديد من الأشياء مثل طريقة سقوط الظل وخاصة الظل في المقدمة، وقد يحتاج إلى مراجعة إعدادات الكاميرا مثل الاعتماد في قرار التصوير على المخططات والرسوم البيانية الموجودة بالكاميرا، وخاصة المتعلق بالإضاءة الساطعة، وكذلك المتعلق بالتعريض، بالإضافة إلى مراجعة طريقة معالجة الصور بعد التصوير.


هناك نوعين مختلفين من الصور الفوتوغرافية ذات الإضاءة على الحواف. النوع الأول، يسقط فيه الضوء على حافة الكائن بشكل واضح، مما يضيف جاذبية بصرية، كما في إضاءة بطل الفيلم، حيث يعمل الضوء على إبراز تفاصيل في أجزاء مهمة كما في الوجه. أما النوع الأخر، فهو مرتبط فكيفية إظهار الظلال العميقة الناتجة من وجود ضوء على حواف العنصر أو التكوين.


وفي هذه النوعية قد لا يكون الموضوع واضحًا تمامًا بالنسبة للمشاهد عند الرؤية لأول مرة، فقد يحتاج المشاهد إلى فهم طبيعة اللقطة لكي يفسر ما يراه. كل من هذين النوعين من التصوير باستخدام إضاءة الحافة يحتاجان إلى نوع من المعالجة، حيث يجب مراجعة وضبط نسبة التعريض الضوئي، بالإضافة إلى أنه يجب مراجعة قوة الإضاءة في المشهد بالواقع، فيجب مراعاة قوة الضوء بالمكان سواء كانت الإضاءة طبيعة أو صناعية.


بناء على قوة الضوء تتحدد العديد من الأشياء فإذا كان التباين بين ضوء الحافة والظل مرتفعًا جدًا، فبناء على ذلك قد يكون الخيار الأفضل في التصوير هو استخدام النوعية الثانية من إضاءة الحواف، حيث تكون الأجزاء المضاءة بالحافة هي كل ما يُقرأ أما بقية المشهد فيكون في الظلام أو في السواد. أما بالنسبة لضبط التعريض الضوئي بالكاميرا فأفضل قاعدة يمكننا الاعتماد عليها هي استخدام قياس المصفوفة matrix metering والتقليل بمقدار 2 نقطة توقف بالكاميرا 2 ƒ-stops.


هناك ثلاث سمات رئيسية للتصوير باستخدام إضاءة الحواف وهم إعداد ومراجعة وتعيين اتجاه الضوء، استخدام خلفية داكنة، ومراعاة أن هناك خيارين في التصوير الأول هو مراعاة كيفية سقوط الضوء على التكوين، والثاني هو كيفية إظهار الظلال العميقة الناتجة من وجود ضوء على حواف العنصر أو التكوين.


مثال (1)

مراجعة ظروف موقع التصوير

رسم ثلاثي الأبعاد يوضح ظروف الإضاءة في موقع التصوير، كما نلاحظ في إضاءة الحواف أن الشمس الساطعة وتأتي من الخلف، ولكن تظل خارج الإطار، وأن كل شيء في الظلال ما عدا هدف التصوير ذو الحواف المضيئة. 


مثال (2)

أنواع الإضاءة على الحواف

رسم ثلاثي الأبعاد يوضح أن هناك نوعين من الإضاءة على الحواف يمكن للمصور استخدامهم. حيث في النوع الأول على اليمين يمكننا ملاحظة التأثير الجذاب لسقوط الضوء على الحافة، أما في النوع الثاني على اليسار يمكننا ملاحظة التأثير العميق للظلال. وكذلك يمكننا ملاحظة الفرق بين النوعين في مدي وضوح ملامس العنصر.

التصوير الفوتوغرافي / تقنية إضاءة حواف التكوين


مثال (3)

لقطة لشخص في بورما أو ميانمار في جنوب شرق آسيا، تم تصوير المشهد باستخدام إضاءة الحواف حيث كما نلاحظ أن الحواف المضيئة جعلت الشخصية تظهر بأسلوب جذاب بالإضافة إلى أن معظم المشهد في الظلال العميقة. 


تقنية تشياروسكورو ولوحات عصر النهضة

Chiaroscuro Technique and Renaissance Paintings

‏إن تقنية تشياروسكورو Chiaroscuro هو مصطلح فني يشير إلى التدرج بين الضوء والظلام. وهي تقنية تعتمد على الاستخدام الأمثل للضوء والظلال، وكانت تستخدم من القدم في الفنون منذ بداية عصر النهضة. وانتقل هذا المصطلح الفني من الرسم إلى التصوير الفوتوغرافي. وأصبح اليوم يعني شيئًا مختلفًا إلى حد ما عن معناه الأصلي.


تعتمد تقنية تشياروسكورو في الأساس على استخدام التباين بين الضوء والظل لخلق إحساس بالحجم لكي يبدو الشكل ثلاثي الأبعاد أو مجسم حيث النور والظل أداة مهمة في جعل العناصر تظهر ذات حجم ومجسمة. ولكننا لا نحتاجه كثيرا اليوم في مجال التصوير الفوتوغرافي. حيث ببساطة يمكننا رؤية تأثيرات النور والظل بوضوح من خلال الكاميرا.


لقد بدأ تشياروسكورو بالفعل في القرن السادس عشر، وأصبح تدريجيًا سمة رئيسية لإظهار عناصر التكوين. صنع الرسام الإيطالي كارافاجيو اسمه من خلال العمل بتقنية تشياروسكورو، وقد تبناها الفلمنكيون أيضا. وكذلك استخدمها رامبرانت بشكل خاص ومميز. ومع تطور الفنون، أصبحت كلمة تشياروسكورو تُستخدم ليس فقط للإشارة إلى الضوء والظل، وهو الأمر الذي أصبح أمرًا مفروغًا منه، ولكن أيضًا تستخدم في حالة عمل تأثير مبالغ فيه بالنور والظل.


هناك الكثير من المصورين الذين يستطيعون استخدام تقنية تشياروسكورو باحترافية، وجعل الأشياء تبدو ثلاثية الأبعاد وجذابة. حيث يتم استخدام الضوء والظل بقوة لدرجة أنهما يشكلان جزءًا رئيسيًا من الصورة، بل ويسيطران عليها في بعض الأحيان. هناك العديد من الطرق التي قد تساعدنا في العمل بتقنية تشياروسكورو.


فمثلا، إذا لاحظنا أن الضوء يظهر بوضوح وبشكل ساطع على عناصر معينة ويجذب العين بشكل لا مفر منه نحو الهدف الرئيسي. فإننا يمكن أن نستغل مثل هذه الظروف للعمل بتقنية تشياروسكورو. هناك ثلاث سمات رئيسية للعمل بتقنية تشياروسكورو Chiaroscuro وهم، وجود التباين القوي بين النور والظل، يظهر الضوء بوضوح وكأنه تم تسليطه على عناصر معنية، وإن قوة الضوء تعمل على جذب الانتباه بشكل فوري وتثير الاهتمام.


مثال (1)

رسم ثلاثي الأبعاد عن لوحة القديس بطرس في السجن لرامبرانت Rembrandt 1631

رسم ثلاثي الأبعاد يوضح ظروف الإضاءة باستخدام تقنية تشياروسكورو. فكما نلاحظ وجود إضاءة قوية كلاسيكية تعمل على تسليط الضوء على جزء من الموضوع مع ترك جزء أخر في الظلال، وكذلك يتم مزج الظلال مع الخلفية المظلمة. إن انسكاب الضوء في أسفل اليمين، والذي تم إظهاره بقوة، مهم جدا في خلق رؤية خاصة للتكوين. 

التصوير الفوتوغرافي / تقنية إضاءة حواف التكوين


مثال (2)

سرداب كاتدرائية شارتر Chartres  

كما في الإضاءة بلوحة رامبرانت، قام المصور باتباع نفس الأسلوب واستخدام تقنية تشياروسكورو لعمل هذه الصورة، حيث خلفية التكوين ومعظم الصورة في الظل، والضوء يسقط بشكل جذاب على الشخصية وما حولها. 

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب "التقاط الضوء - قلب التصوير".

CAPTURING LIGHT - The Heart of Photography

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات